[/color][/b]
مدارسنا بين العنف والتسرب[b]
[color=black]قال الحق سبحانه وتعالى(( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة)) البقرة 208
من خلال هذا الموضوع المتواضع سأحاول تسليط الضوء على أسباب ونتائج هذا ألإخطبوط الفتاك الغريب عن مجتمعنا و منه أسرتنا التربوية ؛ و لكون المدرسة مجتمع مصغر يضم بين حناياه أبناء لنا تقع مسؤولية تربيتهم و توجيههم و ترشيدهم على عاتق كل منا و هذا لكون رسالة المدرسة تهدف الى تحصين هؤلاء الأبناء ضد كل أشكال الانحرافات و الجنوح نحو الجرائم حيث أن هذه الأخيرة من المشاكل التي تعاني منها جميع المجتمعات و تتجلى خطورته
أكثر في أغلب دول العالم سيما الولايات المتحدة و أوربا بينما نرى أن هذه الظاهرة أقل حدة في الدول العربية لكون هذه الدول العربية لكون هذه الدول لا زالت بعيدة عن التلوث الناتج عن الانحلال الخلقي و التفكك الأسري و هذا لالتزام أغلبية أبنائنا بالتقاليد العربية الأصلية و أحكام الشريعة الإسلامية .
ثم نختم مداخلتنا بتقديم ما نراه وقاية و علاجا:
1/ تعريف العنف لغة:جاء في لسان العرب : الخرق بالأمر وقلة الرفق به , ومنه أيضا أعتنف أي أخذه بعنف , وفي حديث أن الله تعالى يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف.
وهو بالضم الشدة والمشقة , وكل ما في الرفق من خير ففي العنف من الشر ر مثله العنف والعنيف وهو المعتنف قال الشاعر: شددت عليه الوطء لا متظالعا *-* ولا عنفا حتى يتم جبورها .
2/ تعريفه اصطلاحا: هو كل سلوك منف للأخلاق والعادات الحميدة التي جبل عليها المجتمع أيا كانت عقيدته وعرقه , ونحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم يكفينا فخرا وعزة وصف رب العالمين لنا بقوله ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ...) آل عمران 110 .
وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام حين قال[ المسلم من سلم الناس من لسانه ويده] .
وقال أيضا[ ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب] فالمدقق في هذا الحديث الشريف يجد أن استعمال القوة- وهي مفتاح العنف – لا تعني الانتصار والفوز بل تؤدي إلى التفكيك والتمزق وانتشار الانحرافات , حيث نلاحظ الجزء الثاني من الحديث [ ... الذي يمسك نفسه عند الغضب] أي كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى ترك الانفعال بل تحاشيه وبالتالي فهو الفوز والنجاح وطريق الصواب والفلاح , وصدق حيث قال لأحد الأعراب – وهو رجل طبع على الخشونة والغضب – فعالجه رسول الله بقوله[ لا تغضب] وكررها ثلاث مرات.
1-أسباب ظاهرة العنف في المدارس:
بادئ ذي بدء أرى من المفيد التطرق الى رأيين مختلفين أحدهما لهنري بارغسون (1859-1941) و هو فيلسوف فرنسي و مؤسس فلسفة الوعي و الحياة :إن الانفعال الهيجاني تكيف,
حيث أن المتهيج يسلك دائما بأعلى من مستواه العادي و يكون أداءه ناجحا، فالهيجان قوة مبدعة تشجع المتهيج على الإبداع و التفوق .
بينما الرأي الثاني لصاحبه بيار جاني (1859-1947) و هو طبيب أعصاب و عالم نفساني فرنسي يقول : أن الهيجان انحراف حيث يتسبب في تفكيك كل الطاقات ، و تخريب جميع مستويات الأداء ، فالمتهيج يسلك دائما بأقل من مستواه العادي ، و بذلك يكون الهيجان عائقا أمام كل سلوك ناجح ، و عليه يكون الهيجان دافعا قويا للأخطاء و الحماقات التي قد تكون لفظية أو عقلية أو جسمية ، و التي تدخل كلها تحت طائلة السلوك العنيف .
نستخلص من هذين القولين :
أن العنف هو سلوك مكتسب و ليس فطريا ، عكس الانفعال الذي هو استعداد فطري غير مكتسب لأنه يرتبط بالفعل الغريزي .
نعود للحديث عن أسباب ظاهرة العنف في المدارس ( العملية التربوية مبنية على التفاعل الدائم و المتبادل بين الطلاب و مدرسيهم حيث أن سلوك الواحد يؤثر على الآخر و كلهما يتأثران بالخلفية البيئية ، و لذا فإننا عندما نحاول أن نقيم أي ظاهرة في إطار المدرسة فمن الخطأ في مكان أن نفصلها عن المركبات المختلفة المكونة لها حيث أن للبيئة جزءا كبيرا من المركبات )
و بإيجاز موجز أقول :
1- سلوكيات المدرسة :
هذا التوجه يحمل المدرسة مسؤولية من ناحية خلق المشكلة و طبعا من ناحية ضرورة التصدي لها ووضع خطط لمواجهتها و الحد منها و تحاشيا لخلق علاقات متوترة و تغيرات مفاجئة و إحباط و كبت...
2- الجو التربوي :و نعني به :
* عدم وضوح القوانين و قواعد المدرسة .
* حدود غير واضحة لا يعرف الطالب بها حقوقه و لا واجباته.
* مبنى المدرسة و الاكتظاظ .
* الاعتماد على طرائق غير فعالة في التدريس حيث التلقين و الطرق التقليدية و التي نرى و الآن أنها زالت أو كدت بفضل الإصلاحات الأخيرة .
3- مجتمع تحصيلي :
حسب نظرية الدوافع فالإحباط هو الدافع الرئيسي من وراء العنف .
4- طبيعة المجتمع الأبوي و السلطوي :
يقول هوربيتس إذا كانت البيئة خارج المدرسة عنيفة فإن المدرسة ستكون عنيفة .
5- التسرب المدرسي :
هو الآخر توأم للعنف الا أن ظهوره لا يبدو جليا للعيان سيما منهم المربون بالدرجةالأولى حيث أن المتسرب أو المتخلي يؤثر مباشرة على الآخرين خاصة الفاشلين دراسيا .
6- الحالة الإجتماعية :
المتمثلة في تدني المستوى المعيشي ، و كذا العزوف عن الدراسة و اللجوء الى أعمال هي في حقيقتها بؤرة لبذور العنف و إن تعددت الأسباب و الحجج.
هذه بعض أسباب تفشي ظاهرة العنف بالوسط المدرسي و ليست كلها .